الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

بيعة الغدير : تداعيات نقضها على الواقع الإسلامي والعالمي .

بيعة الغدير : تداعيات نقضها على الواقع الإسلامي والعالمي .

علي الخفاجي


لم تتعرض صفحة في تاريخ الأسلام للتغييب والتزوير مثلما تعرضت بيعة الغدير , ويقف وراء ذلك في بداية الأمر الأعراب الذين أسلموا ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم . وبعدهم توارث الطغاة هذا الظلم التاريخي وأمعنوا في طمس الحقيقة حتى يومنا هذا لسبب واضح , فالبيعة ثبتت ركن مهم في الإسلام وهو الإمامة وهذا الركن يعري جميع حكام العالم الاسلامي ومنذ رحيل رسول الاسلام (ع) من أي شرعية , فكيف نتوقع من الطغاة أن يحيوا ذكرى بيعة الغدير التي تصرخ بعدم شرعية أنظمتهم ؟؟؟!!!.

تلك البيعة نقضها الأعراب والرسول مازال على فراش الموت . ولو سارت الأمور وفق أوامر الله وتبليغ رسوله والتزم المسلمون بذلك لم يكن حال المسلمين اليوم في مؤخرة الركب الإنساني , بل ولم يذبح الحسين (ع) بكربلاء وما كان هناك أمويون وعباسيون ومغول وعثمانيين وانكليز وبعثيون وصدام ولما جاءت أمريكا لتخلص المسلمين من (ولاة أمرهم) الطغاة !!! . فالسؤال المحير الآن : هل بعد هذه الكارثة بمخالفة البيعة ونقضها علينا أن نفرح أم نحزن بذكرى الغدير ؟؟؟!!! 

هذا التساؤل ومعه تساؤل آخر حول طريقة إحياء ذكرى الحسين العظيم سأثيرها بإذن الله لاحقاً , ولكن الشئ الجوهري هو أن الغدير وكربلاء صفحتان كمّلت إحداهما الأخرى تتابعاً , ويجب إحياءهما والتذكير بهما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

في يوم الأثنين 18 من ذي الحجة عام 10 هجري وقبل الظهر (والذي ستصادف ذكراه السنوية يوم السبت القادم 29 من كانون الثاني عام 2005) , في ذلك اليوم التاريخي هبط جبرائيل الأمين بتبليغ سماوي يحمل تهديدأ ووعداً ووعيداً للرسول الكريم :

((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) المائدة :67 . 

مما جعل الرسول يبكي ويقرر تبليغ هذا الأمر لمن حضر ومن غاب . فكان المكان هو غدير خم (والغدير هو بقعة في وادي بطريق السيول التي تجري في الشتاء , وعندما ينحسر السيل يتبقى الماء في مناطق تدعى غدران (جمع غدير) طيلة أيام السنة . وغدير خم عند وادي الجحفة) . وكان من الحاضرين فاطمة بضعة الرسول وولديها الحسن والحسين (ع) وزوجات الرسول (رض) , وكان قد التحق بهم من اليمن علي بن ابي طالب (ع) . وقصة وجوده باليمن كانت لمهمة عجز عن تنفيذها خالد بن الوليد الذي بقي أكثر من ستة أشهر وقبائل همدان مستعصية عليه , مما دعى الرسول (ع) لإرسال علي (ع) لتلك المهمة وقد نجح في ذلك .

نصب الصحابة للرسول (ع) منبراً مرتفعاً قرب شجيرات في غدير خم , وقال لحشود الناس :

((من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , وأدر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم إماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم باحسان , وعلى البادي والحاضر , وعلى الأعجمي والعربي , والحر والمملوك والصغير والكبير )) ...وبعدها أشهد الناس بتبليغ أمر ربه وشهدوا وأقروا وعاهدوا الرسول على أن يبلغ حاضرهم غائبهم . فنزلت بعدها الآية الكريمة :

((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... مما جعل الرسول يكبر ويقول : ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي))...

وتناوب كبار الصحابة على مبايعة الإمام المفترض الطاعة بعد الرسول (ع) , وكانت أشهر عبارة تهنئة أطلقها عمر بن الخطاب عندما أعلن بيعته حيث قال : ((بخ بخ لك أبا الحسن , أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنه)) .

فسلام على صاحب الرسالة وعلى صاحب بيعة الغدير . 



هذه هي الحقيقة التي ترفض التزوير والتأويل , لأنها ساطعة تحكي ظلم العصور . وبعدها نعلم كيف تحولت الأمور ونقضت البيعة وسالت ولاتزال دماء المسلمين بسبب تلك الغدرة . فلو كان علياً (ع) تولّى الأمر كما أمر الله بنص جلي , لما كان هناك اليوم من يضع الإسلام العظيم المجدد والمتجدد في خانة الإتهام الظالم . ومامن شك أن العالم اليوم كان بصورة مختلفة لو لا تلك المؤامرة التي يجهل الكثير من المسلمين آثارها وتداعياتها الخطيرة على واقعنا الإسلامي , بل والعالمي أجمع .

فالإسلام المتهم اليوم ليس هو إسلامنا الذي أراده الله , بل إسلام مصطنع لفّقه الأفّاكون والنفعيون . فلا تهاجموا الإسلام بل هاجموا المزوّر منه والبعيد عن الصورة الحقيقية . حيث أراد الله من المسلم أن يدعو للخير وأن لايكره شخصاً على الدين , ويجادل بالحسنى وليس بالذبح والشتائم المقذعة . الإسلام الداعي للعلم والتقدم عندما فضل مداد العالم على دم الشهيد . الإسلام الحق إنساني التوجه فالآخر الغير مسلم علينا إنصافه (لأنه شريك لنا في الخلق) . الإسلام الذي يطلب من المسلم إحترام الكنائس ودور العبادة وعدم التطاول عليها , أما الدين المنحرف الذي يفجر دوراً لطالما عبد الله فيها , فليس هو الإسلام الذي أنزله الله على خلقه . ففرقوا بين هذا وذاك وتحققوا قبل اطلاق التهم عن جهل .
رد مع اقتباس

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

بريطانيا تتقلص... سياسيا واقتصاديا وجغرافيا


بريطانيا تتقلص... سياسيا واقتصاديا وجغرافيا
متابعة: محمد حميد الصواف
 
شبكة النبأ: تواجه بريطانيا اسوء فترة تاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على اكثر من صعيد، سياسيا واقتصاديا وسياديا ايضا، فالدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس باتت تنحدر دوليا ومحليا يوما بعد يوم لعدة اسباب جوهرية، يقف في طليعتها انحسار نفوذها عما كان عليه بشكل كبير، وبروز قوى عالمية تتجاوز قدرات بريطانيا مجتمعة.
وغالبا ما ينعكس الضعف الذي دب في مفاصل تلك الدولة بحسب ما يراه المراقبون، في التشتت السياسي الداخلي في لندن، وما عزز ذلك من اخطاء جسيمة اقدم على ارتكابها رؤساء الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من عقد، مما افقد الساسة البريطانيين الثقة بهؤلاء القادة وقراراتهم المعنية بالسياسات الخارجية.
حيث يواجه ديفيد كاميرون، الذي تجد بلاده نفسها خارج اللعبة بعد التحالف الاميركي الفرنسي بشان التدخل العسكري المتوقع في سوريا، مهمة صعبة تتمثل في استعادة سلطته على الصعيد الداخلي بعد هزيمته التاريخية في البرلمان.
وتوقعت العديد من الصحف تعديلا وزاريا بعد هذا الفيتو البرلماني على المشاركة في شن ضربات على سوريا والذي شكل صفعة لم يسبق ان تعرضت لها حكومة بريطانية بشان اي عمل عسكري منذ اكثر من 230 عاما.
فقد صوت 30 من نواب حزب كاميرون ضد هذا التدخل كما لم يشارك عشرة من اعضاء حكومته الائتلافية في هذا التصويت الحاسم الذي جرى مساء الخميس في مجلس العموم الذي اجتمع في جلسة طارئة.
وقال اثنان منهم هما وزيرة التنمية الدولية جوستين غرينينغ ووزير الدولة للشؤون الخارجية مارك سيموندس، محرجين، انهما لم يسمعا الجرس الذي يدعو النواب الى التصويت.
واستنادا الى الديلي تلغراف، القريبة من المحافظين، فان هذين الوزيرين قد يدفعان ثمن فعلتهما في التعديل الوزاري الذي قد يشمل اعضاء الحكومة الباقين الذين لم يقطعوا اجازتهم رغم الدعوة التي وجهها كاميرون.
واوضحت الصحيفة شان صحيفة ديلي ميرور، العمالية الاتجاه، ان جورج يونغ المكلف من البرلمانيين المحافظين مراقبة الانضباط داخل الحزب يمكن ايضا ان يكون في قائمة المستهدفين.
ومنذ يومين تستخدم الصحف اقصى العبارات في وصف اسوا هزيمة يتعرض لها كاميرون في سنوات حكمه الثلاث مثل "اذلال" و"كارثة" و"فشل غير مسبوق". وهذه الهزيمة ناجمة عن رهان محفوف بالمجازفة لرئيس وزراء يرغب في تحرك سريع من دون ان يحسب على ما يبدو مدى تردد الراي العام والكثير من البرلمانيين بمن فيهم نواب حزبه ازاء مثل هذا التحرك.
شركات النفط والسلاح
الى جانب ذلك قد يكون لقرار البرلمان البريطاني رفض المشاركة في عمل عسكري ضد سوريا تداعيات تتجاوز الآثار السياسية.. فقد يضع بمرور الوقت عوائق أمام رجال الأعمال البريطانيين الذين يسعون للفوز بعقود بمليارات الدولارات في منطقة الخليج.
وتنافس الشركات البريطانية على عدة صفقات ضخمة في المنطقة من بينها امتيازات نفطية وعقود لتوريد عشرات الطائرات المقاتلة إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر. وتدعم أغلب البلدان الخليجية الغنية المصدرة للنفط لاسيما قطر والسعودية المعارضة السورية المسلحة في حربها مع نظام الرئيس بشار الأسد معنويا وماليا وفي بعض الأحيان عسكريا.
لذلك فقد يؤدي رفض بريطانيا المشاركة في عمل عسكري إلى إضعاف موقفها في الخليج في الوقت الذي تحاول فيه الفوز بعقود تعتمد كثيرا على العلاقات السياسية الوثيقة والمصالح الاستراتيجية المشتركة.
وقال جوناثان إيال المدير لدى المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن إن البرلمان لم يأخذ ذلك الأمر في الحسبان على ما يبدو في اقتراعه المفاجئ في 29 أغسطس آب الذي كانت نتيجته رفض المشاركة في ضرب سوريا.
وأضاف أن أعضاء البرلمان كانوا مدركين للخطر الذي يشكله الاقتراع على علاقة بريطانيا "المميزة" مع الولايات المتحدة لكنهم على ما يبدو اعتبروا دورهم في الشرق الأوسط من المسلمات أو لم يقدروه حق قدره.
وقالت السفارة البريطانية في الرياض في بيان "لا يوجد سبب يدعونا للاعتقاد بأن قرار البرلمان البريطاني بشأن سوريا سيؤثر على علاقتنا التجارية والاستثمارية مع السعودية."
غير انه في أحاديث خاصة عبر مسؤولون بريطانيون عن قلقهم من فتور العلاقة الدافئة بين بريطانيا والخليج حتى قبل اتخاذ ذلك القرار بشأن سوريا.
وقال بعض المحللين إن غضب حكام الخليج من الدعم الغربي لانتفاضات الربيع العربي عام 2011 وتقارير الإعلام البريطاني التي اعتبرت داعمة لجماعة الإخوان المسلمين هما من أسباب الاستبعاد المؤقت لشركة النفط البريطانية الكبرى بي.بي العام الماضي من المنافسة على عقود تشغيل حقول نفطية كبرى في أبوظبي في العقود القليلة المقبلة.
وسمحت الإمارات لبي.بي بالمشاركة مجددا بعد أن زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أبوظبي في نوفمبر تشرين الثاني 2012 للترويج لشركات الطاقة والأسلحة البريطانية.
كاميرون "المتهور" يدفع ثمنا سياسيا
فيما اظهرت استطلاعات نشرت نتائجها ان فشل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كسب دعم برلماني لتحرك عسكري ضد سوريا اضر به سياسيا اذ يراه اغلب البريطانيين "متهورا" في حين تراجع الدعم لحزبه.
واظهر استطلاع كومرز/آي.تي.في ان 59 في المئة ممن سئلوا يعتقدون انه كان متهورا في ترتيب إجراء التصويت على التحرك العسكري دون ان يعرف ان كان اعضاء البرلمان يدعمونه.
واظهر استطلاع اخر ان حزب العمال المعارض زاد تقدمه على حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي له كاميرون الى عشر نقاط من اربع نقاط مئوية بعد الهزيمة البرلمانية مما يمثل انتكاسة لآماله في اعادة انتخابه عام 2015.
وقالت مؤسسة يوجوف التي نظمت الاستطلاع الثاني يوم الإثنين ان "فارق النقاط العشرة اكبر مما رأيناه مؤخرا مما يشير الى بعض الاثر على الاقل من التصويت بشأن سوريا."
ورفض مجلس العموم البريطاني خطط كاميرون بشأن سوريا بأغلبية 285 صوتا مقابل 272 صوتا ليلحق به هزيمة مفاجئة رغم انه قدم بالفعل تنازلات كبيرة محاولا الفوز بالموافقة.
اسكتلندا والاستقلال
من جانب آخر تواجه بريطانيا تحدي انفصال استكتلندا عنها، وكان رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند اعلن في اذار/مارس المنصرم ان الاسكتلنديين سيصوتون في 18 ايلول/سبتمبر 2014 في استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة.
والسؤال المطروح على الناخبين في المنطقة البريطانية التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، سيكون "هل ينبغي ان تكون اسكتلندا دولة مسقلة؟".
وكانت الاحزاب الرئيسية الثلاثة في بريطانيا - حزب المحافظين وحزب الديموقراطيين الاحرار وحزب العمال - اعلنت رفضها استقلال اسكتلندا. وبحسب اخر الاستطلاعات، فان ثلث الاسكتلنديين يؤيدون الاستقلال بعد اكثر من 300 سنة من الانضمام للتاج البريطاني.
وكان سالموند رفض تحذيرات لندن بشأن المخاطر الاقتصادية التي ستواجهها اسكتلندا في حال استقلالها، مؤكدا لوكالة فرانس برس ان الاقليم يجذب المستثمرين اكثر فاكثر ولن يلقى صعوبة في تحقيق الازدهار خارج المملكة المتحدة.
ويعتبر خبراء ان هذا الاقتصاد يعتمد كثيرا على موارد المحروقات التي هي في طريق النضوب ويحذرون من ان الدولة التي قد تنشأ ستواجه دينا عاما مرتفعا.
وقد حذر وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن مؤخرا ان على اسكتلندا في حال استقلالها ان تتخلى عن جزء كبير من سيادتها في المجال الاقتصادي ان ارادت الاحتفاظ بالجنيه في اطار وحدة نقدية. واعتبر ايضا ان التشكيك في مستقبل اسكتلندا يتسبب بهروب المستثمرين.
وقد سجل اجمالي الناتج المحلي في اسكتلندا في الربع الاخير من العام 2012 نموا بنسبة 0,5% فيما تراجع الاقتصاد البريطاني باكمله بنسبة 0,3%.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/أيلول/2013 - 12/ذو القعدة/1434

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

الوفاق تبدي قلقها على سلامة رضا الغسرة


 
أبدت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة قلقها على على سلامة المواطن رضا الغسرة بعد اعتقاله بشكل وحشي، مناشدة في الوقت نفسه اللجنة الدولية للصليب الاحمر للعمل على ضمان سلامته.

وتتابع دائرة الحريات وحقوق الانسان بجمعية الوفاق، قضية اعتقال المواطن رضا الغسرة صباح اليوم الجمعة، والذي تم اعتقاله بطريقة تثير الهلع، حيث كان يتواجد في وسط قريته بني جمرة، وفوجئ المتواجدين بسيارات مدنية وبعضها أمنية قد احاطت به وعلى اثر ذلك  شوهد الغسرة ملقيا على الارض وتحيط به مجموعة من قوات الامن.

وقد أفاد أهل الغسرة، بأنهم يخشون على سلامته، لأن شهود عيان افادوا لاهله بانه تعرض للضرب المبرح وبطريقه وحشية، وقد نقل فورا الى جهة غير معلومة.  خصوصا أن بعض وسائط التواصل الاجتماعي التي تثير الشائعات بدأت بنشر شائعات من شأنها تضليل الرأي العام، وقد شوهدت احدى الصور وقد وضعت صورة مسدس بجنب صورته وهو ملقا على الارض.

وقد تقدمت الدائرة بمناشدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر، للعمل على اجراء اتصالاتها بالسلطات الامنية للوقوف على ضمان سلامته من أي تجاوزات قد يتعرض لها الغسرة، والتسريع بضمان اتصاله لاهله ليطمئنوا على سلامته، والكشف عن مكان احتجازه.

السبت، 3 ديسمبر 2011

موضوع: عشر خطوات لامتلاك القدرة على إقناع الآخرين الأحد ديسمبر 26, 2010 5:36 am


موضوع: عشر خطوات لامتلاك القدرة على إقناع الآخرين   الأحد ديسمبر 26, 2010 5:36 am

عشر خطوات لامتلاك القدرة على إقناع الآخرين
(أفضل ما يمكنك استخدامه فى عالم الإقناع )
 



الخطوه الأولى
(إخلاص النية لله )

قبل أن نخطو اى خطوه لعمل اى شىء لابد من أن نذكر انفسنا بتحديد نيتنا من عمل هذا الشىء فأى عمل نريد عمله لابد وان يقترن بنية صحيحة حتى يكون خالصا لوجه الله وهنا فى الإقناع واجب عليك ان تحدد نيتك من إقناع من امامك هل هو
* للخير وحبا فى الخير وحبا فى من امامك
* ام تسلطا لرأيك وإبداءا لقوة رايك وتسلطا
* ام هو لمجرد إثبات الذات فقط
* ام هو يخدم مصالحك الشخصيه وقد يؤدى لإلحاق الضرر بالاخر
إذن اخى الكريم من فضلك حدد نيتك جيدا قبل ان تتوجه بحديثك إلى الأخر وتذكر ان حديثك لن يحالفه التوفيق
مالم يكون خالصا لوجه الله الكريم مقترنا بتقوى الله فى من امامك
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )


الخطوه الثانية
(الاستماع الإيجابي )

حيث يتوجب عليك قبل البدء فى محاولات الإقناع أن تستمع إلى محدثك إستماعا جيدا لا توقفه فى كلامه
او حديثه بل تفهم ما يقوله جيدا قبل محاولة الرد عليه وفى هذا يقول الشاعر (صفى الدين )
إسمع مخاطبة الجليس ولا تكن عجلا بنطقك قبلما تتفهم
لم تعط مع أذنيك نطقا واحدا إلا لتسمع ضعف ما تتكلم
وهنا يجدر بنا الإشاره أن نرشدك إلى قواعد الإستماع الصحيحه
تفاعل مع ما يقال بصدق ودون تمثيل
أنصت إلى محدثك بعينك وبكل حواسك
لا تقاطع محدثك قبل أن يكمل حديثه
لا تظهر الملل من حديثه او تتثائب
وفى هذا يقول الإمام ابو حامد الغزالى فى كتابه (إحياء علوم الدين ) فى صفات المستمع الإيجابى
" بل يكون ساكن الظاهر- هادىء الأطراف- متحفظا عن التنحنح والتثاؤب – ويجلس مطرقا رأسه كجلوسه فى فكر"
وهنا نذكر قصه لطيف ذكرها ستيفن كوفى فى كتابه (العادات السبع لأكثر الناس نجاحا)
( حيث تحدث عن اب يجد علاقته بإبنه ليست على ما يرام ) فقال لستيفين
( لا استطيع أن افهم إبنى فهو لا يريد الإستماع إلى ابدا )
فرد عليه ستفين قائلا ( دعنى أرتب ما قلته مرة أخرى ) أنت لت تفهم إبنك – لإنه هو – لا يريد الإستماع إليك فرد عليه الرجل بصبر نافذ قائلا " نعم "
فرد عليه ستفين قائلا " اعتقد أنك كى تفهم شخصا أخر فأنت بحاجه لأن تستمع إليه
فصدم الرجل وقال بعد فتره " نعم لقد فهمت الأن "

الخطوه الثالثة
( تعرف على نمط محدثك )

من خلال إستماعك الإيجابى لمحدثك حاول ان تتعرف على النمط الخاص به هل هو
( بصرى -سمعى - حسى )
فلكل نمط من هذه الأنماط معامله خاصه به ولغه وكلمات يجب عليك ان تعرفها جيدا حتى إذا ما تحدثت إليه وحاولت إقناعه بأمر ما حدث بينكم تقارب
وسنضع بعض ما يميز كل نمط من الأنماط الثلاثه على ان نفرد لها موضوعا خاصا فيما بعد
( البصرى )(سرعة إتخاذ القرار دائما يستحضر الصور ..ويراها ..وعلى اساسها يتخذ القرار-التفاعل العالي مع المتغيرات ..حماس شديد واسرع ناس في التفاعل- من كلماته " صوره – رؤيه - منظر – شايف - .." )
( السمعى )
( منطقي في كثير من الأحيان- عقلاني واكثر إتزانا في إتخاذ القرارت - يميل إلى الفلسفه والنقاش والجدال ((المجادلات الإعلاميه )) – من كلماته " سامع – صوت – إزعاج – دوشه – جرس - ..." )
( الحسى )
( التفاعل مع الإحداث وعدم الجمود يتكلمون من قلبهم – ويبكون عند أدني شئ- أصحاب قدره تنفيذيه – يحول الخطط والأفكار إلى واقع ملموس- من كلماته " حاسس – قلبى – خيال – هدوء - ..." )
الخطوه الرابعة
( إصنع الفة مع محدثك )

نبدأ بتعريف الألفه وهى : علاقه إيجابيه او رابطه نفسيه تربط بين شخصين تدل على تطابق وترابط بين أنماطها وهى ذو أهميه كبيرة للغاية حيث أنها تمثل جزء كبير من البداية نحو إقناع محدثك حيث يجب ان تصل معه إلى الفه عاليه فى كل مستوياتها وهى مستوى التعبيرات : الحركه – الملابس – الهيئه
مستوى صوتى : درجة الصوت - نبرة الصوت
مستوى لغوى : نوع الكلمات – نمط الكلمات
مستوى القناعات : الأراء – القيم – المعتقدات
وفى الالفه نقوم بعمل مجاراه – ثم مجاراه – ثم قياده

الخطوه الخامسة
( إرتدى النظاره الخاصه بمحدثك )

وهنا نتوقف قليلا لنوضح نقطه فى غاية الأهميه ألا وهى ان كل شخص على وجه الأرض يرى أى موضوع من وجهة النظر الخاصه به هو ومن ثم فإنه يظن ان الجميع ينظر إلى الموضوع بنفس النظره الخاصه به وهنا تكمن المشكله حيث اننا نجميع نصطدم بوجود وجهات نظر أخرى غير التى نراها وهنا يحدث الصدام ولذلك حتى نتفادى هذا الصدام ونصل إلى مرحله جيده فى الإقناع فما عليك سوى أن ترتدى
النظاره التى يرتديها الأخرين ومن ثم يرون بها أفكاراهم وموضوعاتهم وبعدها تبدأ فى التدرج معهم إلى ان تصل إلى وجهة النظر الخاصه بك او رأيك فى الموضوع المراد
"مثال عملى على ذلك "
أحمد : يرى من النظاره الخاصه به أن الغناء كله حرام ولا فرق بين الغناء بدف او الغناء بدون دف وهذه هى وجهة النظر الخاصه به والنظاره التى يرتديها
محمد : يرى ان الغناء منه ما هو حرام ومنه ما هو حلا ل على حسب الالات المستعمله وعلى حسب الكلمات وعلى حسب نظام الأغنيه نفسه لو نظرنا هنا سنجد أن كل فرد يرى الموضوع من النظاره التى يرتديها وهنا لن يتنازل اى فرد عن موقفه لو تمسك كل فرد بالنظاره الخاصه به اما لو فكر أحد الأفراه ونظر بنفس النظاره التى يرتديها الأخر هنا سيحدث شىء قوى جدا من الألفه والتى ستؤدى حتما إلى سبيل إقناع احدهما الأخر

الخطوه الخامسة
(إستخدم دبلوماسية الإطراء قبل الإقناع )

وفيها قم بمدح فكرة محدثك والإطراء عليها والثناء عليها ولا تحاول بأى حال من الأحوال أن تنقد الفكره الخاصه به
بل أظهر ما فيها من مميزات وامور جميله وابتعد عن النقد فى كلامك وبذلك فأنت تهيئه لتقبل
اى نقد سيعطى بعد ذلك لفكرته ولكن حذار فى نقدك من إستخدام كلمة ( إنت غلط فى كذا – فكرتك مش كويسه
فكره غبيه – فيها أخطاء كثيره ...) ابتعد عن السلب دائما وحاول أن تظهر نقدك فى صورة ملا حظات وأمور تحتاج إلى تعديل فقط وتأكد من أن عقل محدثك سيحترمك جدا ويقدرك جدا ويتقبل منك مالم تستخدم صيغ النقد الجافه والتى تظهر السلبيات اكثر من الإيجابيات

الخطوه السابعة
(إستخدم أسلحة الإقناع)

وهنا يطرأ علينا سؤالا الا وهو ؟؟؟؟
وهل للإقناع اسلحه تستخدم ونجيب بكلمة " نعم" له اسلحه علميه إذا ما استخدمت بطريقه صحيحه
1- الإقناع بذكر ايه قرانيه او حديث شريف .
( وهنا وجب التنبيه على ان تكون حين ذكرك للأيه او الحديث متمكنا منه وحافظا له ومستعدا لشرحه إذا
ما طلب منك ذلك وإبتعد دوما عن ذكر الأيات او الاحاديث التى لا تحفظها او لا تناسب الموقف او لا تعرف شرحها
لإن هذا سيترك عنك إنطباعا سيئا جدا وسوف يعزز من قوة الرأى الاخر وفكرته ).
2- الإقناع بذكر قصه واقيه حدثت فى موقف مشابه للموقف الذى تتكلم عنه
( تود إقناع أحد الأفراد بالصلاه والمحافظه عليها فتذكر له قصص لشباب كانت لا تصلى وما حدث لها وقصص
لشباب كانت تصلى والنتيجه التى حصدوها من ذلك ).
3- الأقناع بالمقارنه والبدائل وذلك بأن تقارن بين الموقف الذى امامك وموقف أخر
(وهذا ما فعله الرسول الكريم حين اتاه الشاب الذى يريد الزنا حيث وضعه الرسول الكريم فى موقف مقارنه فيما يود فعله الا وهو الزنا وهل هو يرضاه على امه – اخته – عمته – خالته وبالطبع كان رد الشاب بالرفض لإن المقارنه جعلته يرى انه لا يود ان يفعل بأهل بيته ما يريد هو ان يفعله ببنات المسلمين) .
4- الإقناع بيان المزايا والعيوب وفيها تقوم بذكر مزايا الشىء الذى تود إقناعه به وعيوب الشىء الاخر ( وهذه وسيله ممتازه إذا ما استخدمت الإستخدام الأمثل فمثلا رجل يسرق وتود إقناعه بترك السرقه فستقوم بذكر مزايا السرقه الا وهى انها تجعله يأكل جيدا ويشرب جيدا ويرتدى ما شاء من ملابس و غيرها ثم تقوم بذكر مزايا المال الحلال وتسرد له فيها ما تشاء وتبين له من أحاديث الرسول الكريم ما يدعم موقفك
وتحاول بقدر الإمكان ان تتفاعل معه بكل جسدك وانت تذكر مميزات المال الحلا ل كما تراعى أن توفر له البديل المناسب فى حالة إمتناعه بالفعل عن السرقه وهكذا ).
5- الإقناع بذكر الأحصائيات والبيانات التى تؤكد قوة موقفك ( وهنا تحاول بقدر الإمكان ان تذكر الإحصائيات الصادره من اماكن معروفه ويثق فيها الجميع
مثل الجامعات المعروفه او الاماكن العالميه او الشركات الكبرى ويا حبذا لو ذكرت المرجع الذى حصلت منه على هذه الإحصائيات او البيانات ).
الخطوه الثامنة
( إستوضح من وصول فكرتك للطرف الأخر بصوره جيده )

بمعنى ان تقوم بسؤال محدثك هل انا اتكلم عن ما تقصده – هل قدرت ان اوصل لك فكرتى فإذا ما كان الجواب نعم هنا نقول لك انك قد وصلت إلى الغايه المقصوده
أما لو كان الإيجاب بالنفى فوجب عليك هنا ان تراجع نفك مره اخرى فقد تكون قد أخطأت فى أحد الخطوات السابقه فراجع نفسك مرة اخرى

الخطوه التاسعة
( إنهى كلامك مع محدثك بأسلوب التخير مع التأثير)

بمعنى أنك إذا ما وصلت معه إلى النهايه فقم بتخيره مرة اخرى بين الرأى الخاص به او الرأى الخص بك وهنا نلفت إنتباهك إلى ان تقوم بإستخدام اسلوب التأثير فى عرضك بمعنى ان تعرض الرأى الخاص به بدون اى تفاعل او حماس بل تعرضه بتعبيرات تدل على ضعف هذا الرأى على أن يكون عرضك لرأيه اولا
ثم تبدأ بعدها بعرض رأيك ووجهة نظرك على ان تراعى تأثير كلامك بإستخدام المؤثرات الخاصه بالحواس ولغة الجسد وتعبيرات الوجه وإنفعالاتك وحماسك بحيث يظهر جليا للطرف الأخر الخطوه العاشرة
( الدعاء )
عليك أخى الفاضل - اختى الكريمه
بالدعاء الكثير مع اليقين بالإجابه أن يجعلك الله من المفوهين اصحاب الحجج القويه
وأن يرزقك القدره على إقناع الاخرين وأن يجعل لك من كل ضيق مخرجا وهنا يجب ان نركز كثيرا على مسألة اليقين الشديد وعدم الإستعجال فى تحقيق الدعاء فكل ما قلناه دون ان يكون مقترنا بصله وثيقه برب العزه فلن يكون له اى داعى عليك بدعاء الليل ودعاء الاوقات المستجابه وصدق من قال سهام الليل صائبه المرامى إذا وترت بأوتار الخشوع فعليك اخى الفاضل بالدعاء الصادق فلعل دعاءا صادقا يخرج من قلب محب للخير يرفعه الله تعالى إليه فيستجيب الله تعالى إليه ويعزز من قوته ويرفع به الإسلام والمسلمين
الخطوه التاسعة
أخيرا إخوانى الكرام أورد لكم مقوله لديل كارنيجى حيث يقول
من هواياتى ان اصطاد السمك وبمقدورى أن اجعل الطعم الذى اثبته فى السناره من افخر انواع الأطعمه لكنى أفضل إستعمال الد يدان على الدوام ذلك اننى لا اخضع فى إنتقاء الطعوم إلى رغبتى الخاصه فالسمك هو الذى سيلتهم الطعم وهو يفضل الديدان فإذا اردت إصطياده قدمت له ما يرغب فيه

موضوع: سيرة الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي(رضي الله عنه) الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 8:59



موضوع: سيرة الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي(رضي الله عنه)   الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 8:59

سيرة الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي(رضي الله عنه)

حبيب بن مظاهر الأسدي(رضي الله عنه)
اسمه وكنيته ونسبه

أبو القاسم، حبيب بن مظاهر بن رئاب الأسدي الكندي.
حبّه للقرآن

كان يُقال له: سيّد القُرّاء، وكان حافظاً لكلّ القرآن الكريم، وكان يختمه في كلّ ليلةٍ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
صحبته

روى صاحب كتاب(مجالس المؤمنين): إنّه تشرّف بخدمة الرسول(صلى الله عليه وآله)، وسمع منه أحاديث، وكان معزّزاً مكرّماً بملازمة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).

وقال أيضاً: حبيب بن مظاهر الأسدي محسوب من أكابر التابعين.

نزل حبيب(رضي الله عنه) الكوفة، وصحب علياً(عليه السلام) في جميع حروبه، فكان من خاصّته، ومن أصفياء أصحابه وحملة علومه.

وجاء في المعين على معجم رجال الحديث: وزاد البرقي: ومن شرطة خميسه.

فإنّ أقلّ درجاته أنّه من شرطة الخميس، وهي وحدها تكفي لإثبات جلالته ووثاقته.

فثبت أنّه(رضي الله عنه) من أصحاب الأئمّة علي والحسنين(عليهم السلام)، وروى عنهم، وهو من الرجال السبعين الذين نصروا الإمام الحسين(عليه السلام)، ولقوا آلاف الرجال بأنوفهم الحمية، واستقبلوا الرماح بصدورهم المفعمة بالإيمان، وجابهوا السيوف بوجوههم المشرقة.

فكانت تُعرض عليهم الأموال والأمان فيأبون ويقولون: لا عذر لنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إن قُتل الحسين ومنّا عين تطرف.

حتّى قُتلوا جميعاً بين يديه، يذبُّون عنه بكربلاء التضحية والفداء، في اليوم العاشر من المحرّم الحرام عام 61هـ.
بين حبيب وميثم ورشيد(رضي الله عنهم)

قال الشيخ الكشّي(قدس سره) في حبيب بن مظاهر: جبرئيل بن أحمد [يرفع الحديث إلى فُضيل بن الزبير]: مرّ ميثم التمّار على فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد ، فتحدّثا حتّى اختلفت أعناق فرسيهما.

ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع، ضخم البطن، يبيع البطّيخ عند دار الرزق، قد صُلب في حُبّ أهل بيت نبيّه(عليهم السلام)، يُبقر بطنه على الخشبة، فقال ميثم: وإنّي لأعرف رجلاً أحمر، له ضفيرتان، يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه(صلى الله عليه وآله) فيُقتل، ويُجال برأسه في الكوفة.

ثمّ افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أكذبُ من هذين.

فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رشيد الهجري فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.

فقال رشيد الهجري: رحم الله ميثماً، ونسي (ويُزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم)، ثمّ أدبر .

فقال القوم: هذا والله أكذبهم.

فقال القوم: والله ما ذهبت الأيّام والليالي، حتّى رأينا ميثماً مصلوباً على دار عمرو بن حُريث، وجيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الإمام الحسين(عليه السلام)، ورأينا كلّ ما قالوا.
من مواقفه المشرّفة

قال أهل السير: جعل حبيب ومسلم ابن عوسجة يأخذان البيعة للإمام الحسين(عليه السلام) في الكوفة، حتّى إذا دخلها عبيد الله بن زياد وخذّل أهلها عن مسلم بن عقيل، وتفرّق أنصاره، حبسهما عشائرهما وأخفياهما.

فلمّا ورد الإمام الحسين(عليه السلام) كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتّى وصلا إليه.

روى الطبري: ثمّ دعا عمر بن سعد قرّة بن قيس الحنظلي، فقال له: ويْحك يا قرّة ، القِ حسيناً فسله ما جاء به، وماذا يريد؟

فأتاه قرّة بن قبس، فلمّا رآه الإمام الحسين(عليه السلام) مقبلاً، قال: أتَعْرِفُونَ هذا؟

فقال حبيب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من بني حنظلة، تميمي، وهو ابن أختنا، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد.

فجاء حتّى سلّم على الإمام الحسين(عليه السلام)، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه، فقال الإمام الحسين(عليه السلام): كتب إليّ أهلُ مصركم هذا أن أقدِم، فأمّا إذا كرهوني فأنا أنصرفُ عنهم).

ثمّ قال حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرّة بن قيس، إنّما ترجع إلى القوم الظالمين، اُنصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة وإيّانا معك.

فقال له قرّة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي.
شهادته في وقعة الطفّ الرهيبة

خرج(رضي الله عنه) يوم الطفّ وهو يضحك، فقال له برير بن حصين الهمداني - وكان يُقال له: سيّد القُرّاء -: يا أخي، ليس هذا ساعة ضحك.

فقال له حبيب: وأيُّ موضعٍ أحقُّ من هذا بالسرور؟! والله ما هذا إلاّ أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين.

ولمّا أصبح الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من المحرّم الحرام عام 61هـ، عبّأ أصحابه بعد صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه، وأعطى رايته العباس أخاه(عليه السلام).

ولمّا رمى عمر بن سعد بسهمٍ نحو الإمام الحسين(عليه السلام)، ارتمى الناس وبدأ القتال، وحينما صُرع مسلم بن عوسجة الأسدي، مشى إليه الإمام الحسين(عليه السلام) وحبيب بن مظاهر الأسدي، فدنا منه حبيب فقال: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة.

فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير.

فقال له حبيب: لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك، لاحقٌ بك من ساعتي هذه، لأحببتُ أن توصيني بكلّ همّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك.

فقال له مسلم: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله - وأهوى بيده إلى الإمام الحسين(عليه السلام) - أن تموت دونه.

فقال له حبيب: أفعل وربُّ الكعبة.

وقاتل حبيب قتالاً شديداً، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني، من بني عقفان من خزاعه، فضربه حبيب بالسيف فقتله.

وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه، فوقع حبيب(رضي الله عنه)، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف، فوقع ونزل إليه التميمي آبر فاحتزّ رأسه.

روى أبو مخنف: حدّثني محمّد بن قيس قال: لمّا قُتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك حسيناً، وقال: (عِنْدَ الله أحْتَسِبُ نَفْسي وحُمَاة أصْحَابِي).

وفي بعض المقاتل: (للهِ دَرُّكَ يَا حَبِيْب، لَقَدْ كُنْتَ فَاضِلاً، تَخْتُم القرآنَ في لَيلْةٍ واحِدَة).

وكان عمره في واقعة كربلاء 75 سنة.

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

المصدر صحيفة الو طن العمانيه

باختصار
" سنقاتل " ..!

تلك الكلمة السحرية قالها الرئيس السوري بشار الأسد في أكثر من رد على بعض الإعلام الغربي.. لكنها تكرست حقيقة ذات يوم من العام 1956 إبان العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر.. يومها ذهب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الى جامع الأزهر ليخطب في الشعب بصوت مبحوح مرددا كلمة " سنقاتل" حيث وقعت الكلمة وقع الرصاصة وساهمت في رفع الروح المعنوية.. كأنما التاريخ يعيد نفسه، فلقد وجه السوفييت آنذاك الانذار لوقف العدوان على مصر، مما يعني أن الحلم الروسي الحالي هو استكمال دائم للمصلحة الروسية التي كانت أيضا حلم بطرس الأكبر بالمياه الدافئة، وكان يعتبر أن الوصول إليها يعني امساك أوروبا في أصعب مواجعها.
هي أيام شبيهة بالعام 1956 حيث الضغط الاميركي الاوروبي التركي وبعض العربي على سوريا.. ضغط لا يبدو أنه بعيد التحول الى التنفيذ تحت شعارات شتى. ويبدو أن السوريين باتوا مؤمنين بتلك الكلمة السحرية احيانا اذا ما نصت الدفاع عن الوطن.. فلقد كررها بشار الأسد ومثله قبل يومين وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وزيادة في المعلومات فان الجيش السوري يعيش الحالة تماما وقد وضع لها شتى السيناريوهات المحتملة، بدءا من ارتكاب الأتراك حمى إقامة حزام على الحدود، وصولا الى تدخل الحلف الأطلسي المباشر، وربما أيضا قيام اسرائيل بحرب ما.
قواعد اللعبة الجديدة استدعت ذلك الكلام من رأس الهرم السوري الى آخرين في النظام .. من الصعب إطلاق مثل هذا النوع من الكلام الصريح والمباشر لولا الاحساس بأن شيئا ما يتم ترتيبه لسوريا. وسواء كانت الضغوط لتخويف النظام لإحداث انقسام في قيادته السياسية والعسكرية، مرورا بالجيش الذي مازال الخارج مراهنا على انقسامه ساعة الحساب، وصولا الى القوى الشعبية المساندة للنظام والتي قد تجد في تلك الضغوط سببا لاعادة النظر بالموقف الى جانب النظام.
تدخل تلك الكلمة القاموس الحالي للواقع السياسي في سوريا. كلمة قالها الرئيس الراحل حافظ الاسد في مناسبات مختلفة، لكنه لم يقلها في مواجهة الداخل. ربما سنسمعها كثيرا في المرحلة المقبلة اذا اعتبرنا ان تعاملا جديدا سيجري مع النظام السوري ، ولقد أثبت الهجوم على مركز استخبارات الدفاع الجوي في ريف دمشق ان تلك الحلقة بدأت وان على النظام ان يتحول الى خططه المتجددة .. فلكل مرحلة خططها ونوعية الاستعدادات لها. ومثلما يخطط الغرب، يتقدم النظام السوري خطوات في خططه. الكل يلعب على المكشوف، لم تعد هنالك " قطب مخفية " ولا أفكار عاصية على الحل أو الفهم.

زهير ماجد




أصداف
عبد الرزاق عبد الواحد شاعر العراق
قبل أيام التقيت الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد، فوجدته مليئا بالكبرياء والشموخ وحب العراق، كما التقيته أول مرة في مطار جينيف في ابريل عام 1982، لم يكن يعرفني في ذلك الوقت، وبينما شددت رحالي الى مدينة الضباب لندن للدراسة، سألت الشاعر عبد الواحد، أين وجهتك يا شاعرنا الكبير، أجابني بجملة مازالت عالقة في ذاكرتي، قال (ضجرت من هدوء جينيف القاتل، واختصرت رحلتي من أسبوعين الى أسبوع واحد وها انا ذاهب الى بغداد حبيبتي)، طبعا في تلك الأيام كانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة، والتهديدات الايرانية تتصاعد باجتياح الحدود العراقية( وحصل بالفعل هجوم ايراني واسع بعد أسبوعين من ذلك التاريخ بشهر مايو 1982)، وتمكنت القوات الايرانية من إزاحة القوات العراقية من جميع الأراضي الإيرانية.
اسأل الشاعر الكبير كلما نلتقي بين فترة وأخرى، كما أردد ذات السؤال في داخلي، كيف يعيش عاشق بغداد كل هذه السنين العجاف بعيدا عن ملهمته، وهو الذي لم يتمكن من البقاء في مدينة جينيف الجميلة الهادئة لأسبوع واحد.
يجيب الشاعر العملاق عبد الواحد على مثل هذه التساؤلات شعرا، فمنذ أن فارق العراق خلال سنوات الاحتلال العجاف والعراق لم يغادره، كل قصائده لأهله ولبلده ورجاله واطفاله ونسائه وشيوخه، لا يمر يوم دون قراءات شعرية لعبد الرزاق، يشارك في الآماسي الشعرية يغازل أرضه والأشجار والطيور ويتغنى بالحاضر والماضي.
قال لي ممازحا الذاكرة جاوزت الثمانين، قلت له، إنها تتفجر شبابا يا استاذ ابو خالد، ويستذكر قصائد قرأها لي في داره على نهر دجلة آواخر تسعينيات القرن الماضي، فاذا بذاكرته الماسية تستحضر القصيدة ومناسبة كتابتها، سألته عن لوحة زيتية له تتصدر غرفته الخاصة بالكتابة في الطابق الثاني من بيته ببغداد، فسارعت ام خالد الطبيبة الراقية رفيقة شاعرنا في حياته الابداعية، قالت وابتسامة طفولية فرحة انبسطت على محياها،إنها معنا في الشام، والتمعت شرارة في عيني شاعرنا، وابتسم مطمئنا لأنه يضع هذه اللوحة مثل أولاده الذين يقول بألم شديد، لقد تشتتوا في البلدان مثل الكثير من العراقيين.
ولد عبد الواحد عام 1930 في مدينة بغداد وانتقل مع أهله الى العمارة في جنوب العراق بعد ثلاث سنوات، وتربطه قرابة مع الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة، كما أنه زامل شعراء العراق الكبار، ويتحدث عن الراحل الجواهري بحب عميق ويفتخر بإبداعه الكبير، كذلك بدر شاكر السياب وحسين مردان وغائب طعمه فرمان والحصيري وحميد سعيد وسامي مهدي والراحل موسى كريدي وسواهم .
لم أسمع عبد الرزاق عبد الواحد يتحدث عن أحد إلا وذكر إبداعه ومناقبه، هو صديق صدوق لزملائه من المبدعين شعراء وكتاب ونقاد وفنانين، وهو قريب إلى العراقيين جميعا، ومنذ بداية الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 والشاعر الكبير يرفض مختلف أنواع الدعوات والعروض ليكون قريبا من هذا الطرف او ذاك، فاختار الوقوف مع العراقيين الذين يكتوون بنار الاحتلال ومصائبه الكثيرة، التي أحالت العراق إلى تلال من الخراب والدمار.
وجهت دعوة لعبد الرزاق عبد الواحد للمشاركة بمهرجان شعري في موريتانيا بعد احتلال العراق، فتأخرت الطائرة أربع ساعات، فوجد باستقباله عددا من الوزراء ولم يبرحوا المكان رغم ساعات التأخير،أما خارج المطار فكان المستقبلون بالآلاف من الرجال والنساء المحبين لعبد الرزاق عبد الواحد الشاعر والانسان والعراقي، الذي لم تغره ذؤابات ذاوية انتشرت في عراق ما بعد الغزو. فانتشر صيت الشاعر الثابت على مبادئه في زمن اهتزت فيه ارادات الكثيرين، وانزلق الكثيرون في منزلق لا يليق بالمبدع ، ولا يليق بالمواطن.
ويحضرني بيت شعر للعملاق عبد الرزاق عبد الواحد يقول:
تهب كل رياح الأرض عاصفة
والنخل لا تنحني إلا ذوائبه
عبر العصور لا يبني الحضارات السياسيون، وإن مهمة البناء تقع على عاتق المثقف والمبدع، وحتى السياسيين والقادة الذين لا يلجأون الى المفكرين كما فعل الاسكندر الكبير ،فانهم لا يتركون إلا صفحات مليئة بالخراب والدمار،شرط ألا يكون هؤلاء من وعاظ السلاطين الذي أفرد لتعريتهم وفضحهم المفكر الكبير الراحل الدكتور علي الوردي كتابا خاصا.
فسجل المبدع الكبير عبد الرزاق عبد الواحد موقفا كبيرا عندما وقف مع بلده الذي سقط في أكبر محنة في العصر الحديث،على أمل أن يتعافى منها وينفض غبار السنوات السود التي ألقت بآلامها منذ الغزو عام 2003.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي






















عالم الإعلام والكلمة المؤثرة في قضايا الأمة
تشكل التطورات التكنولوجية في عالم المعلوماتية المتدفقة بلا حواجز أو سدود في عصرنا الراهن تحدياً كبيراً للإعلام العربي في وقت باتت هذه التقنيات الحديثة أحد أهم ركائز الإعلام التي ما برحت تتوسع وتهيمن على كل الجوانب الحياتية للإنسان سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غيرها من الجوانب التي لا نستطيع حصرها لشمولية معطياتها المتعددة والهائلة.
ولا شك أن قضية التحدي الإعلامي في وقتنا الراهن تعتبر مسألة مهمة، تستدعى المراجعة والتقييم وبلورة الوسائل الجديدة، لهذه المرحلة التي باتت من الخطورة ما يحتم أن تكون لنا معطيات ومنطلقات تخدم هذه المرحلة بكل تحدياتها الراهنة والمستقبلية في ظل الضغوط الخارجية والتحديات المقبلة التي أصبحت تفرض قسرا وليس اختيارا ذاتيا خاصة أن عالمنا العربي محط الأنظار والتوجسات من الآخر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001.
فلا يكفي التحذير والتخويف والتنظير الكلامي غير الواقعي لمواجهة التحديات وإنما يجب أن تتم برسم الخطط وإيجاد الوسائل الحديثة وإعداد البرامج الأكثر جاذبية وتشويقية تخدم قضايا المجتمع، وأهمها مناقشة مشكلات وقضايا المواطن وهمومه بصراحة وحرية بعيدا عن المبالغة والتهويل أو البتر والتحوير لأن مرحلة التحدي الفضائي ومخاطره الثقافية والفكرية وحتى الاجتماعية تستدعي- كما قلنا- إعطاء روح جديدة للوسائل الإعلامية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص.
نحن لا نتحدث عن توقع أو خيال وإنما نتحدث عن واقع وحقائق قائمة حيث تستباح مجالات الفضاء بصورة نهائية، ويسيطر الأقوى تكنولوجيا على فكر العالم وعقله ، فتسهل عليه في كافة الشؤون الأخرى في الوقت الذي يصبح فيه العالم النامي عديم الحيلة أمام تلك القوى التي تمتلك الوسائل والقدرات والإمكانيات العديدة للاختراق والاستحواذ على عقول وقلوب المشاهدين والمستمعين.
فلا مفر من التعامل مع هذا الواقع الجديد بكل إمكانياته الرهيبة. فالهروب والعزلة أو الاعتزال عن المواجهة معناه إننا نخسر مواقع جديدة وأرضية يمكن كسبها فيما لو قبلنا التحدي بشجاعة المواجهة وبجدية المصارحة في تناول قضايانا ومشكلاتنا عبر وسائل التقنية الفضائية وهذا هو "مربط الفرس" كما يقول المثل العربي.
الإعلام العربي يحتاج إلى معالجة جذرية لمنهاجه الراهن واستشراف المستقبل بروح جديدة ومغايرة لما سار عليه في العقود الماضية، فهذا العصر تغيرت فيه مفاهيم كثيرة وأدخلت تقنيات متقدمة جعلت العالم متشابكا بأفكاره وتفاعلاته، وأصبح كل شيء متاحا ومنفتحا ولم تعد الأساليب المنغلقة تجدي في هذا العصر، لذلك يتعين على الإعلام العربي أن يتفاعل مع الجديد المستجد، وأن ينفتح على الآراء المختلفة وأن يتاح للتعددية في القضايا المتباينة بما يقوي المصداقية في الطرح والمناقشة حتى يكون للإعلام العربي مصداقية حقيقية وفاعلة في الرأي العام وهذا يحتاج كما قلنا إلى تغيير فعلي جدي في الفكرة الإعلامية القائمة، وأن يتم التفاعل مع الجديد القادم بما يسهم في تفعيل الرؤية الإعلامية وبدون هذه النظرة فان إعلامنا العربي سيظل مهشما من الرأي العام لا يسمع إلا نفسه، وهذه إشكالية خطيرة في عالم اليوم الذي أصبح الإعلام كونيا ومتدفقا بصورة متسارعة، ولذلك فان الخلل بين الإعلام المتقدم وإعلامنا العربي سيجعل من حتمية الاختراق الإعلامي الأقوى تأثيرا، مسألة محسومة، وهذه ربما ستجعل من بروز مؤسسات إعلامية كونية قادرة على الصمود والتفاعل والانفتاح على العصر وتحدياته.
والذي نقترحه في هذه المرحلة هو توسيع الخيارات والبدائل الإعلامية من خلال إتاحة المجال لإنشاء مؤسسات إعلامية عربية قوية، وتملك هذه الوسائل ـ المصداقية والكلمة الحرة المنضبطة بأخلاقية المهنة من أجل كسب الجمهور العربي ـ وغيره ـ وتستطيع هذه المؤسسات الإعلامية العربية المنافسة والتفاعل مع العصر ومتغيراته في الحرية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي المتوازن.
عبد الله بن علي العليان
كاتب عماني




خبز العسكر..!!
منذ أكثر من 3 أعوام كانت منافذ توزيع الخبز في مصر توزع الموت على حشود المصريين الذين ازدحموا طوابير أمامها للفوز بكسرة تسد الرمق، في تلك اللحظة الغبراء من عمر مصر (أكبر سلة قمح في غابر الأزمان) لم يجد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مخرجا من هذه الأزمة سوى تكليف القوات المسلحة المصرية بزيادة إنتاج وتوزيع الخبز لمواجهة ما اسماه إعلامه الحكومي (النقص الحاد).. بالطبع كان مبارك على وعي تام بفشل سياساته الاقتصادية التي أخفقت في توفير الحد الأدنى للحياة لشعبه، فكان ملجأه الأوحد هو مرجعيته الرئيسية وكان الحل العسكري هو خياره الأسهل لنزع فتيل الأزمة ومواجهة نذر ثورة الجياع.
كان هذا المشهد العابر، والذي لم يلق الاهتمام السياسي اللازم حينها، إشارة واضحة إلى أن نظام مبارك يدخر من سيدفع فاتورة فشله السياسي وترنح نظامه، وبالطبع لم يكن هناك أفضل من القوات المسلحة لدفع هذه الفاتورة بتكلفة أقل وبسرعة وانضباط كبيرين، والأهم من ذلك هو ما يمثله هذا الحل من عودة إلى المرجعية العليا لنظامه، بما تمثله المؤسسة العسكرية من مفرزة للرؤساء وأساسا للنظام الجمهوري منذ إعلان قيامه عقب ثورة 23 يوليوعام 1952، لذلك لم يكن غريبا أن تأتي الأيام بالبرهان، وتندلع ثورة 25 يناير ليجد مبارك نفسه أمام حل أوحد وهو الاستعانة بالعسكريين عمر سليمان واحمد شفيق لإنقاذ نظامه، بل وتوج المشهد في 11 من فبراير الماضي بتخلي مبارك عن السلطة وتفويض المجلس العسكري لتولي مقاليد السلطة.
لكن يبدو أن السؤال المنطقي في تلك اللحظة الحرجة من تاريخ مصر المعاصر، هل من يتصدى إلى حل أزمة خبز يصلح بالتبعية لإدارة مرحلة انتقالية بعد ثورة شعبية على نظام سياسي تهاوت أركانه وانتهت شرعيته؟.. وهل يستطيع طرف فاعل في الحكم على مدار 60 عاما ارتبط خلالها بمؤسسة الرئاسة ارتباطا عضويا واغتنم خلال عقودها الثلاثة الأخيرة حزمة مصالح استراتيجية واقتصادية واسعة أن يتنازل عن مكتسباته بسهولة ويسر ودون ثمن باهظ؟
في تقديري.. إن الاجابة على تلك الاسئلة تحمل كلمة السر في ما تعيشه مصر الآن من تعثر شديد لخطى ثورتها وتهديد كامل لكيان الدولة المصرية، بل وابتعاد عن تسطيح المشهد المصري بإبراز سجالات سياسية بين ما هو إسلامي أو ليبرالي ويساري دون الخوض في جوهر هذه الانتكاسة التي انفجرت غضبا وقمعا دمويا في ميدان التحرير منذ السبت الماضي، وأعادت التذكير بعصر المخلوع مبارك وممارسات نظامه القمعية الباطئة.
منذ 11 فبراير الماضي، لم يقرأ قادة المؤسسة العسكرية اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر، ولم يتمرد تفكيرهم بالتبعية عن "أجندة مبارك" بمنتج سياسي مبدع من خارج الصندوق، فكان الحل هو نموذج معالجة أزمة الخبز في عهد مبارك، وتم نفخ الروح في دستور أسقطته ثورة 25 يناير وجرى الاستفتاء على تعديل بعض مواده، ثم الانقلاب على ذلك بإعلان دستوري استكمل مسلسل الفشل، وأدخل المشهد السياسي المصري في إشكالية (وضع الدستور أولا.. أم الانتخابات التشريعية أولا؟) وكان المخرج الهش من هذا الجدل هو مواد فوق دستورية لم تنل رضا فصائل الاسلام السياسي، التي رأت بدورها في انتخابات برلمانية تفرز برلمان (يرون أن أغلبيتهم فيه دانية قطوفها) يختار لجنة كتابة الدستور فرصة ذهبية لتغذية أحلام قديمة بتحويل خط سير الدولة المصرية نحو نموذج "الخلافة الإسلامية"، في المقابل كان تفرغ المجلس العسكري لحرب إعلامية شرسة ضد فصائل شباب الثورة ومطاردتهم باتهامات العمالة والتمويل من الخارج في مكارثية واضحة أثبتت التحقيقات أنه لا أساس لها من الصحة.
ووسط هذا الحصاد المر للبدايات الخاطئة، وغياب الرؤية السياسية لادارة المرحلة الانتقالية في مصر لابد من ملاحظة التالي:
الأول: أن المجلس العسكري المصري أثبت بالدليل القاطع أنه ليس طرفا محايدا في إدارة المرحلة الانتقالية ولم ينبغ له أن يكون ذلك، ولعل مادتي وضع ومستقبل المؤسسة العسكرية اللتين طرحتهما وثيقة المبادئ المقترحة الحاكمة للدستور ألقيتا ببذور الشك تجاه رؤية المجلس لتلك المرحلة، وأن المجلس يهدف من وراء هذه الوثيقة إلى تدعيم سلطته، ومنحه حصانة خاصة تنأى به عن المساءلة والرقابة الشعبية بل ووضعه كسلطة فوق السلطة المدنية المنتخبة، رغم أن الهدف الأسمى لهذه الوثيقة كان عدم تسليم مستقبل مصر للمجهول وتحويل دستورها إلى رهن لإرادة أغلبية وقتية منتظرة مهما كانت توجهاتها أو تطلعاتها بعيدة المدى.
الثاني: مغامرة المجلس العسكري بإدارة المرحلة الانتقالية أدخلته في صدام مباشر مع أطياف سياسية مختلفة وقوى الثورة، وضع استقرار وسمعة المؤسسة العسكرية على محك الصراع السياسي، وأعادت التذكير بالاستخفاف الذي قوبلت به فكرة تشكيل "مجلس رئاسي" لإدارة شؤون مصر يعيد المؤسسة العسكرية إلى موقعها الطبيعي كظهير آمن للدولة المصرية وصمام أمان لاستقرارها، وكان السؤال التعجيزي الذي روجته ماكينة الإعلام الحكومي حينئذ حول أسلوب تكليف هذا المجلس الرئاسي وآلية اختيار أعضائه فيما لم يقابله سؤال حول شرعية تكليف مبارك المتنحي للمجلس العسكري لادارة المرحلة الانتقالية مصر. إذن.. المحصلة الطبيعية لتلك المزايدات والجدل السياسي العقيم هي تعالي نبرة شعار (الشعب يريد إسقاط المشير) بما يحمله ذلك من تداعيات كارثية.
الثالث: إن الأنظمة الحاكمة العسكرية أو ذات الخلفيات العسكرية تؤمن ـ وبحكم الطبع والفطرة ـ بالحلول الأمنية كمخارج سهلة لمواجهة الاخفاق السياسي، ويحكمها اعتقاد راسخ أن هيبة الدولة وقوتها وتماسكها تكمن في قوة أجهزتها الأمنية القامعة وأن عكس ذلك يعني ضياع الدولة وتفككها.. لذلك لم يكن غريبا أن تستنسخ أحداث التحرير الأخيرة المشاهد الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير وأن تحمل ردود أفعال السلطة الحاكمة حالة من الرضا الضمني على العودة الدامية لجهاز أمني ظن الجميع أنه سيغير فلسفته.. لذلك لا أجد منطقيا الحديث عن المجلس العسكري كامتداد طبيعي لنظام مبارك.. فالطبع هنا يغلب التطبع!!.
الحق.. أن الحديث عن الانتخابات البرلمانية في الـ28 من نوفمبر الجاري وسط هذه الأجواء الدامية، يعني البحث عن رفاهية الاسترخاء على بركان يمور بالغضب، والحديث عن حل سياسي ديمقراطي بعد 9 أشهر من عمر مرحلة انتقالية غاب عنها السياسة، وهو ما لن يعوض بطبيعة الحال عن حكومة إنقاذ وطني (سياسية وليست تكنوقراط) تُمنح صلاحيات كاملة لإدارة الانتخابات وما تبقى من المرحل الانتقالية، وتجنيب مصر كارثة حقيقية في لحظة لم يعد يجدي معها الصمم.
علاء حمودة
كاتب مصري






فلسطين بكامل حروفها
تستعيد فلسطين اسمها كاملا في المشهد الإعلامي والسياسي العالمي، مرة اخرى، بعد كل محاولات تمزيق حروفها، عربيا ودوليا وحتى من أبنائها ورافعي لواء قضيتها، ورغم كل المتغيرات الواسعة في أكثر من مكان، قريب وبعيد من أرضها وعنوانها ومكانتها، وتحول الأولويات والمهمات والقضايا التي تشغل الصراعات والمصالح والتكتلات. لم يكن اسم فلسطين مطروحا بهذه الصورة لفترة غير قصيرة ولأسباب كثيرة وجهود مكثفة، وبلا شك أن وضعه بهذه الصورة أمام الجميع أمر مهم وضروري للتذكير بالظلم التاريخي والقضية والقانون وحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح. تقديم فلسطين ملفها إلى الأمم المتحدة ومجلس أمنها لطلب عضويتها كاملة ورد الولايات المتحدة الأميركية بالرفض الكامل مسبقا، وتخطيطها بكل قوتها لوأد الطلب وعدم فسح المجال أمامه، ووضع الفشل نتيجة واضحة بحكم موازين القوى الدولية والتدخلات والتداخلات السريعة والأولوية لها بين القوى المتنفذة في مجلس الأمن والقضايا الكثيرة التي تشغل الصراعات الدولية اليوم فصلا جديدا وإضافيا لمسيرة القضية وتطوراتها. ولكن هذا ليس أول فشل للقضية الفلسطينية في مجال الصراعات الدولية والمحلية، وليس الأخير أيضا، بينما تظل عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته تعيد القضية بكامل حروفها إلى الواجهة مرة أخرى أو مرات إلى حين تحقيق حقوقها الكاملة والعادلة والمشروعة. ويجري التساؤل هنا داخليا وعربيا عن الدور والقيادة والحركة الوطنية ومهمات التحرر الوطني والاحتلال وحكم التاريخ واستعادته، وغيرها من الأسئلة المؤجلة في هذا المقال.
هناك أسئلة أخرى ملحة ومهمة تحيط بالقضية وتطالب بحقها في الإجابة الصريحة. فلسطين قضية شعب طال زمن تغييبها واستخدامها حسب حاجتها وظروفها عربيا ودوليا. الخارطة الجغرافية تحاول نسيان أو تمويه التاريخ، وتعمل على تضييع البوصلة والاسم والمسعى. هناك قناعات كثيرة لدى أطراف عديدة بالرضوخ للأمر الواقع والانحناء أمامه دون أي تفكير جدي بالممكنات والإرادات والاحتمالات والخيارات الأخرى. لقد رضي غير قليل من أصحاب القرار والمال والنفط العربي والإسلامي والمعاهدات العسكرية والقواعد الاستراتيجية، بما هم عليه من تكديس الثروات وخفوت الثورات داخل بلدانهم، وساهم بالتأثير على مسار القضية وتوجهاتها. وجاءت المتغيرات العاجلة في فصول هذا العام الأولى لتحرك فيهم حواس الحفاظ على مواقعهم ومراكزهم والتعود على الصمت وانتهاج التهرب من الوقائع إلى التراضي مع السياسات الأميركية العدوانية والتواطؤ والانحناء لرياح الضغوط الصهيوأميركية أساسا. والجميع عرف بالموقف الأميركي المباشر والصريح. وأدرك ان الجواب معروف عنوانه، فلماذا الاستمرار فيه بلا جدران حامية له، وقوى كافية لدعمه، محملة بقوتها المعروفة وإمكاناتها الكبيرة ومصالحها القادرة على أن تضع الجهود كلها قادرة في تحديد مساره وتصحيح اتجاهه؟. الجميع تحدث عن تهديد الولايات المتحدة بالفيتو في مجلس الأمن لتعطيل الطلب الفلسطيني لعضوية الأمم المتحدة، ومحاولات وأسلوب تقنيته داخل أروقة مجلس الأمن، لتسهيل مهمة واشنطن ورفع اضطرارها إلى استخدام الفيتو، وتجنيب إدارة أوباما تحمل المسؤولية الوحيدة والسافرة عن قهر حلم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير في السنة نفسها التي يحتفي فيها أوباما بما سمته الادارة الاميركية بالربيع العربي، كما كتبت وسائل إعلام غربية وبينت الصورة كاملة دون رتوش أو ضباب. وهذا ما حصل، فلا واشنطن ولا قواعدها الاستراتيجية العسكرية والسياسية تريد أن تضع نفسها في حرج مكشوف رغم كل دعمها وعدوانها وخططها وانتهاكاتها ضد حقوق الشعوب بعامة والفلسطيني بخاصة، فلماذا الانتظار طويلا؟ ولماذا عدم التحرك الجاد لفرض الأمر عليها بقوة مصالحها ومصالح قوتها وضغوطها، والانصياع لها بعد كل هذا التاريخ الطويل؟.
لاسيما وقد أعطت منظمة اليونيسكو نموذجا كاملا للمشهد السياسي الدولي وصراعاته القائمة، وبينت وسائل الضغط والإرادة فيها. تحدت المنظمة في موقفها وتصويتها وإرادتها في إقرار خيار الشعب الفلسطيني فيها، وعبدّت بكل معاني وصول فلسطين لعضويتها الطريق إلى الشرعية القانونية والدولية واستثمار الانتفاضات والثورات العربية والمتغيرات الدولية فيها بشكلها المشروع. محققة نصرا سياسيا واضحا لفلسطين اسما وموقعا وقضية. وقدمت في مواجهتها للتهديدات الأميركية وضغوطها إمكانية يسيرة في معادلة الأرقام والمواقف والضغوط. ومنحت عضوية فلسطين فرصة ذهبية تسمح بالانضمام إلى منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة، وتمكين الفلسطينيين من ضم بعض مواقعهم التاريخية والأثرية إلى المواقع المصنفة تراثا إنسانيا بالتمتع بحماية المنظمة الدولية. كاشفة أيضا صورة عن صراعات الدول الأوروبية خصوصا، من خلال تصويت فرنسا بنعم في وقت امتناع أو رفض دول أخرى. كما أشارت وسائل إعلام أميركية خصوصا لموقف الرفض الأميركي وتهديداته وما دل عليه من عزلة دولية حاصرت الولايات المتحدة الاميركية والكيان الإسرائيلي. وفضحت شعارات الادارة الاميركية في إحلال السلام في المنطقة ومصداقيتها في تطبيق بياناتها السابقة حول الدولة الفلسطينية. ورغم ذلك فان قبول عضوية فلسطين في المنظمة رد على كل ادعاءات وتخوفات وتسهيل رفع الحرج عن الادارة الأميركية وتصعيد غضب الشوارع العربية والإسلامية ضدها والانتباه لمخططاتها ومحاولاتها في تمرير الثورة المضادة وإجهاض الصعود الثوري.
حصلت فلسطين على عضوية منظمة مهمة وأساسية تفسح مجالات واسعة أمام نشاطات وأفعال كثيرة وكبيرة لدعم الكفاح الوطني الفلسطيني، وفشلت في الحصول على عضوية الأمم المتحدة ورفع علمها واسمها داخل مبنى الأمم المتحدة هذه المرة وهذا العام، وفي الحالتين عرت سياسة الادارة الاميركية بشكل فاضح أمام العالم كله، مشكلة وصمة إضافية للإدارة الاميركية ولسياساتها الداخلية والخارجية. وهي في الوقت نفسه تؤشر للضرورة السياسية والتاريخية للقيادة الفلسطينية والعربية والإسلامية في إعادة النظر في منهجها السياسي ومعالجاتها للقضية وتحالفاتها ومصالحها الراهنة والمستقبلية، ودون ذلك فان أمام فلسطين والعرب والعالم مرحلة اخرى من نكران حقوق الشعوب واستهانة صارخة فيها وإساءة للقانون الدولي والضمير الإنساني.
كاظم الموسوي
كاتب صحفي عربي ـ لندن






لهذه الأسباب ستطول الأزمة في سورية
يخطىء من يظن أن (الربيع العربي) في سوريا سيزهر قريباً لأن تطورات الأحداث وما لها من انعكاسات إقليمية ودولية توحي بأن الأزمة السورية مازالت مجهولة النتائج إذ لا النظام قادر حتى الآن على الخروج من أزمته ولا المعارضة تمتلك القدرة على التغيير. فالثورة السورية مغايرة تماماً لتلك التي قامت في مصر وتونس وليبيا للأسباب التالية:
ـ شكل الجيش في مصر وتونس خشبة الخلاص فكان أن أقنع حسني مبارك بالتنحي وزين العابدين بن علي بالرحيل، وأنفض من حول معمر القذافي الذي انتهى أمره بالقتل، أما في سوريا فالجيش مازال متماسكاً بكافة أللويته وفرقه وكتائبه وما تعداد الذين انشقوا سوى بضع مئات مما يعني أن النظام مازال ممسكاً بالآلة العسكرية وقادراً على تحريكها في أي مواجهة.
ـ البعثات الدبلوماسية السورية مازالت موالية للنظام ولم يتم الإعلان عن استقالة أي سفير او حتى قائم بالأعمال.
ـ المعارضة السورية منقسمة على بعضها حيث هناك معارضة الداخل وتمتلك أجندة خاصة، ومعارضات الخارج وهي مشتتة حيث كل مجموعة تدعي أنها الممثل الشرعي للثورة السورية فيما كنا نلاحظ أثناء اندلاع ثورات مصر وتونس وليبيا أن المعارضة متفقة على اسقاط النظام ولم تطف على السطح خلافاتها الفئوية والحزبية والسياسية إلا بعد نجاح الثورة.
ـ الحراك الشعبي لم يصل الى العاصمة دمشق التي تحتضن الثقل الرسمي والسياسي والنقابي والدبلوماسي ، كما لم يصل الحراك الى مدينة حلب وما تمثله من ثقل اقتصادي ، بل اقتصرت التظاهرات على أياف المدن وعلى مناطق نائية .
ـ لم تتمكن وسائل الإعلام العربية والغربية من نقل وقائع تظاهرات ضخمة كتلك التي كنا نشاهدها في القاهرة وتونس العاصمة وبنغازي وصنعاء ، فيما النظام استعرض في الكثير من المرات قوته الشعبية في معظم المدن السورية بغض النظر عن ولاء المتظاهرين وانتماءاتهم العشائرية والحزبية والطائفية .
ـ مازال الوضع الاقتصادي قادراً على الصمود رغم قرارات الحصار التي فرضتها بعض الدول الغربية حيث تدور أحاديث عن إقدام العراق وإيران على فتح أسواقها أمام المنتجات السورية دون قيد او شرط. كما يتردد عن تلقي سوريا مساعدات مالية من ايران تصل الى نحو 600 مليون دولار شهرياً، وكذلك من العراق.
ـ عدم القدرة على محاصرة سوريا براً وبحراً وجواً في ظل رفض العراق المقرب رسمياً من ايران، ورفض لبنان المحكوم من أثرية موالية بشكل شبه كامل للنظام السوري. كما من شأن اتخاذ مثل هذا القرار أن يؤثر سلباً على الوحدة الوطنية الأردنية.
ـ المجتمع الدولي كان متضامناً بخصوص ما جرى في مصر وتونس، وغير منقسم بشأن ما حصل في ليبيا وإن ظهرت وجهات نظر مختلفة، اما عن الوضع السوري فإن الصين وروسيا ومعهما الهند وجنوب افريقيا والبرازيل ترفض اتخاذ أي عقوبات باسم مجلس الأمن ضد سوريا كما ترفض ان تمنح أي دولة او حلف حق التدخل العسكري. امام هذه الوقائع تبدو الأزمة السورية انها طويلة الأمد إلا إذا بادرت بعض القوى الفاعلة الى ايجاد تسوية ما على قاعدة " لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم". وبانتظار ما ستؤول اليه تطورات الأوضاع تبقى هناك محاذير كثيرة يجب التنبه لمخاطرها أقلها أن تذهب الأمور باتجاه صراعات مذهبية وطائفية وقد ظهرت مؤخراً بوادرها في مدينة حمص وضواحيها لأن تفاقم مثل هذه الصراعات سيؤدي ليس فقط الى تقسيم سوريا بل ايضاً الى اشعال حرائق في كل المنطقة..!!
د. صالح بكر الطيار
رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي